- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الخطبة التي "دوّخت" الاشرار والفاسدين

بقلم: تيسير سعيد الاسدي
الخطاب الاخير لممثل المرجعية في اول ايام عاشوراء 1447 هج يضع من بيدهم السلطة بالعراق امام مسؤولية تاريخية ويضعنا نحن كصناع راي عام امام مسؤولية لا تقل شأنا عن مسؤولية الجهات المتصدية سياسيا وخاصة ونحن امام فضاء حرية ينشط فيه الحوار الذي من شانه تقويم الاخطاء وان كانت بعض الاخطاء بالعراق تراكمية لايمكن لها ان تصحح من خلال مقال او راي عام بل من خلال اجتثاث اصحابها وفقا للقانون.
خطاب المرجعية على لسان ممثلها وثقتها الشيخ عبد المهدي الكربلائي نال اصداء جماهيرية من الشمال الى الجنوب لانه خطاب صادر من جهة حكيمة حامية لوحدة هذه البلاد وللمشروع الوطني والذي يراد من خلال توصياتها وارشاداتها ان يكون العراق "سيدا في محيطه العربي والاقليمي" كما دعت اليه في اوقات سابقة وان يتحول السلوك السياسي بالعراق الى "خير" يصب لصالح الجميع في هذه البلاد ..
خمس نقاط مهمة اطلقتها المرجعية في اول ايام عاشور \"دوّخت \" الأشرار والفاسدين ودعاة المشروع الطائفي المحاصصاتي وفضائياتهم لانه نتاج عراقي متناسق مع الاحداث الاقليمية التي شهدتها المنطقة مؤخرا بقولها "ان ما شهدته منطقتنا ولاسيما في العام الهجري المنصرم (1446) من احداث معروفة انما يمثل معركة من المعارك المحتدمة بين جبهة تدافع عن الحق، والعدالة، والخير، وجبهة يتمثل فيها الظلم، والطغيان، والشر بأبشع صورها " في اشارة الى المعركة الصاروخية التي جرت بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والكيان الغاصب في فلسطين ومعها الادارة الامريكية المجرمة .
(ان على من بيدهم الأمور ان يتقوا الله ويحكموا ضمائرهم ويراعوا في قراراتهم وتصرفاتهم مصلحة شعبهم، وبلدهم، والمنطقة كلها، لان مصالح شعوبها مترابطة ومتشابكة) هي دعوة مخلصة من قبل المرجعية لاختبار اسلامنا وعروبتنا وانسانيتنا في بناء " عراقنا" وان نعمل لمصالحه ومصالح شعبه ..دعوة المرجعية هذه تريد منا انجاز بلد اسمه العراق لاننا ان انجزنا العراق بكافة تفاصيلة كدولة مستقلة بعيدة عن مزاجات "الغرباء" فاننا سنقدم خدمة قومية وانسانية واسلامية لفلسطين ولبنان والدول المجاورة له ".
على الشعب العراقي ان يأخذ العبرة ويتحصن بالوعي، ليستعيذ بها من شياطين الفتنةِ وامراء الفشل الذين هم مخلوقات تتشّبه بالآدمية !
واختتم بفسحة الامل التي وضعتها المرجعية خلال خطبتها الاخيرة في اول ايام عاشوراء وتدارك الامر بقولها ان" الشعب العراقي سيبقى عازما على الحفاظ على هذه المكتسبات بكل قوة وعدم الرجوع الى الوراء على اي حال، وان كان يشعر بمرارة الاخطاء الكبيرة، والاخفاقات المتوالية، والسلبيات المتراكمة، للكثيرين ممن تسنموا مواقع المسؤولية خلال العقدين الماضيين، ولكن يبقى الامل قائما في تصحيح المسار وتدارك ما فات"
أقرأ ايضاً
- دور القضاء الحامي للحقوق والحريات في سد الثغرات القانونية التي ترد في القوانين
- الجرائم التي يرتكبها الأحداث: بين العقاب والتدابير التصحيحية
- التزييف العميق.. لعبة الذكاء الاصطناعي التي تهدد الحقيقة والعدالة